الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأخلاقي
Wael B. Hallaqصدرت عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن سلسلة "ترجمان" الترجمة العربية لكتاب الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأخلاقي (352 صفحة، من القطع الكبير)، لأستاذ الدراسات الإسلامية وائل حلاق، وترجمة عمرو عثمان. تتمثّل أطروحة الكتاب الرئيسة في أنّ مفهوم "الدولة الإسلامية" مستحيل التحقّق وينطوي على تناقض داخلي؛ وذلك بحسب أيّ تعريف سائد لما تمثّله "الدولة الحديثة".
وردَ الكتاب في سبعة فصول؛ يتناول الفصل الأوّل "مقدمات" وصف "الحكم الإسلامي النموذجي"، ويرسم حدود مفهوم "النموذج" كما سيجري استخدامه بوصفه مفهومًا مركزيًّا في أطروحة الكتاب الكلّية. ويصف الفصل الثاني الدولة الحديثة، "الدولة الحديثة النموذجية"، ويحدّد "خصائص الشكل" التي تمثّل الصفات الجوهرية للدولة الحديثة. ويقوم بتفكيك تلك الخصائص، معترفًا في الوقت عينه بالتغيرات المتزامنة والتنوّعات المتلاحقة في تكوين تلك الدولة.
أمّا الفصل الثالث "الفصل بين السلطات: حكم القانون أم حكم الدولة"، فيناقش مفاهيم الإرادة السيادية وحكم القانون في ما يخصّ مبدأ الفصل بين السلطات؛ هادفًا من وراء هذه المناقشة إلى استعراض الأطر والبنى الدستورية لكلٍّ من الدولة الحديثة والحكم الإسلامي، وتسليط الضوء على الاختلافات الدستورية بين نظامَي الحكم هذين. واعتمادًا على هذه الاختلافات، يستكشف الفصل الرابع "القانوني والسياسي والأخلاقي"، معنى القانون وعلاقته بالأخلاق. ويؤكّد هذا العرض الفلسفي أساسًا الاختلافات النوعية بين المفهوم الأخلاقي للدولة الحديثة والحكم الإسلامي. وسيتحوّل هذا العرض في الجزء الثاني من الفصل الرابع إلى عرضٍ ذي طابع سياسي. وستتعزّز هذه التباينات القانونية - الأخلاقية بفعل التباينات السياسية كاشفةً عن مجالٍ آخر من عدم التوافق بين الدولة الحديثة والشريعة.
ويرى الفصل الخامس "الذات السياسية والتقنيات الأخلاقية لدى الذات" أنّ الدولة القومية الحديثة والحكم الإسلامي يميلان إلى إنتاج مجالين مختلفين من تكوين الذاتية، وأنّ الذوات التي ينتجها هذان المجالان النموذجيان تتباين تباينًا كبيرًا، الأمر الذي يولّد نوعين مختلفين من التصورات الأخلاقية والسياسية والمعرفية والنفسية والاجتماعية للعالم. وتلك الاختلافات العميقة بين أفراد الدولة القومية الحديثة ونظرائهم في الحكم الإسلامي إنّما تمثّل التجليات المجهرية المصغّرة للاختلافات